حزن عالمي على وفاة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس وزراء قطر السابق وقطب الأعمال البارز

حزن عالمي على وفاة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس وزراء قطر السابق وقطب الأعمال البارز
والعشرين. فقد توفي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس وزراء قطر السابق، والمستثمر العالمي البارز، عن عمر يناهز 65 عاماً.
وقد أكّد الديوان الأميري في قطر صباح يوم الخميس نبأ الوفاة في بيان رسمي، دون أن يكشف عن السبب المباشر للوفاة، إلا أن مصادر مقربة من العائلة أوضحت أن الشيخ كان يعاني من مرض خطير في الأشهر الأخيرة.
وقد تم تنكيس الأعلام في جميع أنحاء قطر، بينما بدأت رسائل التعازي تتوافد من قادة العالم بمجرد انتشار الخبر الحزين.
إرث سياسي ومالي استثنائي
شغل الشيخ حمد بن جاسم منصب وزير الخارجية القطري من عام 1992 إلى عام 2013، وتولى منصب رئيس الوزراء من عام 2007 حتى 2013. وقد لعب دورًا محوريًا في تحويل قطر من دولة خليجية صغيرة إلى قوة اقتصادية ودبلوماسية عالمية.
وتحت قيادته، توسع جهاز قطر للاستثمار ليصبح واحداً من أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم، مستثمراً في شركات كبرى مثل “باركليز”، و”فولكس فاجن”، و”هارودز”، و”كريدي سويس”. وقد ساعدت رؤيته الاقتصادية في تنويع اقتصاد البلاد وضمان مستقبلها بعيداً عن الاعتماد على النفط والغاز.
أما على الصعيد الدبلوماسي، فقد عُرف الشيخ حمد بحنكته وقدرته على التفاوض، وغالباً ما قام بدور الوسيط في النزاعات الإقليمية، ممثلاً لمصالح قطر في المحافل الدولية.
رجل خير ورؤية إنسانية
إلى جانب أدواره السياسية، اشتهر الشيخ حمد بأعماله الخيرية والتزامه بالتعليم والصحة والتنمية الثقافية. فقد دعم العديد من المبادرات الإنسانية في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا، بما في ذلك بناء المستشفيات والمدارس ومشاريع الإغاثة.
كما ساهم بشكل كبير في تطوير التعليم العالي في قطر، وكان من الداعمين الرئيسيين لجلب الجامعات العالمية إلى المدينة التعليمية، وكان راعياً للفنون وحفظ التراث الإسلامي.
وقال دبلوماسي قطري سابق: “لم يكن مجرد قائد، بل كان صاحب رؤية. لقد آمن بقطر عصرية ومتقدمة يمكنها أن تحتل مكانتها بين دول العالم الكبرى”.
رجل خاص في دائرة الأضواء
رغم ثروته ونفوذه الكبير، عُرف الشيخ حمد بحرصه على خصوصية حياته الشخصية. ووصفه المقربون بأنه رجل ذكي، دقيق، وطموح لا يُضاهى.
ولد الشيخ حمد في عام 1959 ضمن العائلة الحاكمة في قطر، وارتقى سريعًا في المناصب الحكومية، ليصبح أحد أبرز صناع القرار في الدولة خلال فترات حاسمة من تاريخها.
ورغم تقاعده عن المناصب الرسمية في عام 2013، إلا أنه ظل شخصية مؤثرة من خلال استثماراته الخاصة، واحتفظ بمكانته كرمز للدولة حتى وفاته.
ردود فعل دولية واسعة
أعربت شخصيات وقيادات دولية عن حزنها العميق فور إعلان الخبر.
وأعلن أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الحداد الرسمي لثلاثة أيام، ونعى الفقيد قائلاً: “لقد كان الشيخ حمد من بناة الدولة الحديثة وخدم شعبها بإخلاص”.
وأصدر رئيس الولايات المتحدة [الاسم] بياناً قال فيه:
“كان الشيخ حمد قائداً استثنائياً، عمل على تعزيز العلاقات بين الدول وساهم في إحلال السلام في المنطقة. إرثه سيبقى حياً.”
أما رئيس وزراء بريطانيا [الاسم] فقد وصفه بأنه “صديق للمملكة المتحدة ورائد في التعاون المالي والاستثمار الدولي”.
مشاعر الحزن في قطر
في الدوحة، تجمّع الآلاف بصمت أمام الجامع الكبير لأداء صلاة الجنازة، فيما امتلأت الشوارع بلافتات سوداء تحمل صور الشيخ الراحل. وتدفقت مشاعر الحزن والدعاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي من مختلف أنحاء العالم العربي.
وقال أحد الطلاب القطريين أمام المسجد: “لقد شكّل جيلاً من الدبلوماسية، لكنه أيضاً ساعد في تشكيل هويتنا الوطنية”.
وداع مهيب
سيوارى جثمان الشيخ حمد الثرى في مقبرة العائلة الحاكمة في الريان. وستُقام جنازة خاصة يحضرها كبار أفراد العائلة الحاكمة وقادة إقليميون وشخصيات قريبة من الفقيد.
وفي رسالة أخيرة شاركها أفراد عائلته، قال الشيخ حمد:
“الثروة التي نبنيها ليست لنا فقط، بل لأولئك الذين نخدمهم ولمن يأتي بعدنا.”
إرث خالد
رغم رحيله، فإن بصمة الشيخ حمد بن جاسم على قطر، وعلى الاقتصاد العالمي، وعلى الساحة الدبلوماسية الدولية ستظل خالدة.
لقد كان رجلاً ذا رؤية، طموح، وإنجازات لا تُحصى. واليوم، لا تنعى قطر فقط قائداً… بل تودع أحد أعظم رموزها.